قصة باص العيايز مر مشحون كان ذلك في بدايات السبعينيات، عندما قامت الدولة، وانطلق مشروع محو الأمية وتعليم الكبار. كانت الساعة قد جاوزت الثالثة مساءً وكان سائق الباص يقود شاحنته مسرعاً ويتوقف عند كل بيت. ضجيج الباص وصوت المنبه المرتفع يجعل السيدات يتحركن مسرعات ليلحقن به قبل أن يتحرك. محمد بن سوقات، كان من أولئك الذين لفت نظرهم حركة باص المدرسة في هذه الساعة المتأخرة، فماذا جاء يعمل وطلاب المدارس قد انتهى دوامهم وعادوا الى منازلهم مع أذان الظهر، لماذا يعود في العصر، ولماذا السيدات يقفن في انتظاره، وأين يذهب بهن ؟ ظل يتابع هذه العملية المتكررة كل يوم، سأل وعرف عن مشروع التعليم الجديد. أثار استغرابه، وأثار أيضا شاعريته فكانت فكرة وموضوعا ساخنا له في شعر الهزل الذي يجيد فنه، وينتمي له كأستاذ مبدع له مدرسته وجمهوره. وبعد أن أطلق بن سوقات (بص العيايز) تحولت من مجرد قصيدة إلى تاريخ، والى قصة وردود وجدل واسع. يقول الشاعر محمد بن سوقات في هذه القصيدة بصّ العيايز مرّ مشحون .. يتعلمن كتبه وقرايه ادخل حسن واظهر ياحسون .. اكتبو لهم ديك وديايه الكبار مايحتاج يقرون .. عيالهم عنهم كفايه يوم أنهيو وانوو...
أيا شهر الصيام فدتك نفسي تمهل بالرحيل والانتقال فما أدري إذا ما الحول ولَّى وعدت بقابل بجديد حال أتلقاني مع الأحياء حياً أم انك تلقني في القبر بالي فهذه سنة الدنيا دواماً فراق بعد جمع واكتمال وتلك طبيعة الأيام فينا تبدد نورها بعد الكمال شاعر