صديقتي منى
في غفلة من الشوق جاءني منها اتصال
أربك مشاعري وأعاد للذكريات الحياة
صباحاً
كانت زميلتي على مقاعد الدراسه
منذ الصف الأول الإبتدائي وحتى
الثاني عشر
مساءً
كانت جارتي منذ تعلمت ألف باء
التركيبة السكانية والتوزيع الجغرافي لحينا القديم
وبين الصباح وبين المساء
كانت شاهدة على أجمل أيام العمر وأقساها
معها عاصرت ثورة الإنتفاضة الأولى في فلسطين
وكتبت أولى المنشورات الإرهابيه
معها بكيت اختطاف الكويتية الجابرية
ورثيت أول شهدائها عبدالله
معها أضربت عن الكلام حداداً على اغتيال
حسن البنا وبقايا ضمير أمة
معها عبرت بساتين طفولتي وطفت شطآن مراهقتي
وحلقت في سماء شبابي
كنت أحبها
لا لأنها أذكى صويحباتي أو أحلاهن
لكنها كانت اكثرهن جنوناً وطيشاً وتهوراً
فمعها
ومعها فقط كان لكل يوم وتجربة
طعم جديد
وللحياة رونق آخر لا يُمل
