لصوص العمر

لأي مدى يجب ان نتمسك بأشيائنا وخياراتنا وحتى الأصدقاء

في زمن متخم بمزيج من الأنانية والسطحيه نجد أنفسنا كثيراً محاصرون بفئة جديدة من البشر!

هم مثلنا طيبون .. ويرتدون ملابس أنيقة

لكنهم عراة من كل فكر وهدف أو معنى ، تراهم عاجزون عن رسم ملامح هواياتهم وتحديد رغباتهم وتنسيق خطوط حياتهم.  لكنهم اشرس من أن يستسلموا لهوامش الحياه

فيقتبسون صفة من هذا وخصلة من ذاك، ويقلدون جزءً من هناك وبعضاً من هناك.. تراهم في المطاعم يتلصصون على أطباق الزبائن كي لا يتكبدوا عناء تجربة شيءٍ جديد، وبابتسامة حمقاء يسألون المارة عن أفضل مكان لقضاء نهاية الأسبوع.

هم عالة على الحياة وعلى السعادة فهم يجيدون فن استهلاكها لا صنعها، فتراهم كمسخٍ ذو ملامح مشوهة.

هم عالة علينا دون أن ندري.. يقتاتون علي تاريخنا قبل أن نعشه، على سعادتنا قبل أن نحظى بها على غدنا قبل أن يأتي
ليس لأنهم الأفضل.. لكنهم كاللصوص

يهرولون دوماً نحو كل ما تقع عليه أعيننا وتهفو له نفوس البسطاء

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحيل

الفريج