كان تيساً فرحل


منذ صباح يوم وقفة عرفات وأصواتهم تملأ الحي
وليتهم يدركون أن كرم الضيافة التي يحظون بها لأنهم
سيساقون للذبح صباح اليوم التالي.
ذكرى تسكنني منذ كان عمري سبع سنوات وبعض شهور
كان الوقت بعد صلاة ظهر عرفه حيث كان الجميع صائمين نائمين
إلا أنا
قضيت ساعات ألاعب أضحية العيد
أطعمها أوراق الخس وبعضاً من قطع الحلوى ، حتى نفذ ما في جعبتي
وبدأت أطعمها قصاصات من دفاتري القديمة
ولعل كتاباتي يومها كانت من السوء بما يكفي حيث أصابت الأضحية بمغص قاسي

.. فهاجت وماجت وبدأت تركل الجدران من حولها
وفجأة
جاءتني ركلة غادرة أوقعت بي أرضاً
ولأنني أملك عناد التيوس أيضاً قررت رد الصاع بالصاع فعاقبت الأضحية
!!بطردها من المنزل !!
،
،
بعد أذان العصر استفاق والدي ولن اخبركم بما حدث آنذاك
لكن الأمر انتهى بي بين الزقاق والمنازل أبحث عن التيس المفقود
،
ولا أذكر أني طيلة حياتي حتى يومي هذا تمنيت أن أرى أحداً كما تمنيت أن أراه

ولا بكيت على فراق أحد ما كما بكيت على فراقه
،
بعد سويعات من البحث وجدت الهارب الغاضب

وتوسلت أحد الجيران كي يحمله لمنزلنا ففعل
،
مساءً وقبل أن أنام شكرت الهارب على عودته وأطمعته كيساً كاملاً من البفكي الشهي

ووعدته بوجبة أخرى في الصباح لكنني أفقت متأخرة من نومي
ولأنه كان تيساً
،
كان قد رحل
عيد مبارك

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفريج

رحيل